الكتابة بإبر الألم والمعاناة

الكتابة بإبر الألم والمعاناة
زينب أحمد حنفي نموذجا

هي كاتبة استثنائية بامتياز، وشاعرة وقاصة وروائية وصاحبة مقالات، تطرقت إلى موضوعات تعتبر من الطابوهات في الثقافة العربية، سعودية الجنسية ، من مدينة جدة ، تخرجت من كلية الآداب ،جامعةالملك عبد العزيز بجدة 1993، وبدأبالإشتغال في الصحافة منذ 1987.

إنها في جل كتاباتها لم ترضخ إلى العقلية المطلقة، التي تريد أن تقيد الفكر في متاهة الظلام والتصفية، ناقشت الجنس باعتباره وسيلة فنية للتعبير عن هواجسها اتجاه الواقع، ولتكون واضحة مع نفسها وأسئلتها التي غيبها التسلط الأبيسي منذ أزمنة مضت، صاغت حياتها في قالب قصصي وروائي خارج عن إطار متعارف ومتفق قبلا عليه في الزمان والمكان، ونبشت في الجسد المهمش والمقصي إلى حدود قصوى، لذلك كان من الضروري أن تخلق المفاجاة للذين لم يتعودوا على طرح الأسئلة .

من مؤلفاتها :

رسالة إلى رجل1991(وجدانيات)، قيدك أم حريتي1994 (مجموعة قصصية)، امرأة..خارج الزمن1995(وجدانيات)، نساء عند خط الإستواء( مجموعة قصصية)، الرقص على الدفوف1998 (رواية)، هناك أشياء تغيب 2000(مجموعة قصصية)، مرايا الشرق الأوسط2001(مقالات)، لم أعد أبكي آخرها بهذه الأراذل، فما ذنب الكاتب لو عرى على جسد كله عطب في عطب، وهكذا بتنا 2004(رواية)، إيقاعات أنثوية2004( قصائد نثرية)، ملامح2006(رواية)، سيقان ملتوية وغيرها2008 (رواية).

الحر بالغمزة ...

محمد صولة

Sawla.mohamed@hotmail.com

مالي ياربي مالي

عندما تمر في مدينة ما ترى الناس وكأنهم في حراك دائم، لكنهم تائهون في أمور دنياهم، وسخ الدنيا وما يدير في بنادم، يبحثون عن لقمة عيش في محاولة عيش، حتى السيد زفزاف العزيز لا يستطيع أن ينام في قبره مطمئن البال، هذه الأيام كتب أحدهم شيئا في الأخلاق وطالب بإزالة المنكر المبثوث في المقررات الدراسية، لكنه لم ير الأشياء الأخرى التي هناك ، مبدع يريد أن يصور الحياة كما يراها ، ينتقدها ، لأن الشارع العمومي والمقاهي والأماكن السفلى مملوءة عن نسمع كيف كيف ، ومجموعة مالي ، وعبدة الشياطين والأحجار، وبالرجوع إلى مجموعة مالي يلاحظ أن القضية بسيطة ، فالناس لايريدون أن يعيشوا حياتهم كما يريدها لهم الآخر، بل إنهم آثروا أن يخرجوا إلى الحياة كما يريدونها هم ، فوقع سوء الفهم ، حتى مسالة حقوق الإنسان غير مفهومة عند البعض فهما صحيحا، والديموقراطية أيضا، وانا مالي ، يقولها الجميع دون أن يعلن انتماءه إلى المجموعة، أما الآن فهو يقول : وانا شغلي ، في حين أن الأغنية الشعبية تقول :

مالي ياربي مالي

مالي من دون الناس

واحد في ملكو هاني

وانا بايت عساس

هذا المقطع من عيطة مرساوية يطرح تساؤلات عدة ، تؤكدها عيطة دامي حين تجيب :

قلت ليك ادامي هواك عاداني

دازو ف الليل على كصاص الخيل

ماذا من علامة مشات ف اللامة

هجمو هجمو كاع ما حشمو

خلي لعدو ليلتو وحدو

العود الحران كسيبتو كلفة

دار الشرفا تبان من لحدود

إن الكاتب عندما كتب محاولة عيش ، لم يرد أن يسيء إلى الأخلاق، بل من واجب المبدع هو أن يجمل ما هو قبيح ، فلننظر فعلا إلى القبح أين هو ؟ وسوف يتطاول آخر على الإبداع باعتباره من المكبوتات ليس إلا ، لأننا مرضى ذواتنا من زمان ولا نريد أن نستقل باختلافاتنا ،،،

عندما تمر من مدينة إلى أخرى ترى المداخل غير مرصصة، ترى السكن الهامشي ، ترى الأوساخ ، وعندما تدخل إلى قلب المدن تلاحظ النفايات وكل أشكال العفن على وجوه السكان الذين لاحول لهم ولا قوة، إذ أن هناك من أصبح يتاجر بالنفايات ويعيش منها ، بل أصبحت له شركات كبرى هنا وهناك ، فهذه العناصر التي عرضناها بهذه الشاكلة المستفزة، ربما هي التي استدعت ظهور مالي وأشياء أخرى ،،

في الشوارع نصادف على حين غرة من نسميهم بضحايا المجتمع، أولائك الذين لفظتهم المدرسة، رجالا ونساء، إذ نرى التحرش المتبادل بين مختلف الأطراف، إلى درجة أن كل من أدخل جهاز الأنترنيت إلى منزله مشبوها فيه، فلننظر إلى أبنائنا الذين يتأبطون الأقراص وأشياء أشياء متعددة، وآخرون يبحثون عن خليلات عبر موضة الشات أمام مرأى الأسرة والشارع وكل ما هو عمومي ، وذلك من أجل الأوراق والإنقاذ من طاحونة الفقر والتهميش، نعل الله الزلط وكل ما يأتي من ناحيته .

مالي يا ربي مالي

الله يا سيدي كلها وكيته

كلها وكيته ف قلبه ما يعاودها لحد

يا هدير النحلة . .

شي نحلة ماريتا

بلاد الناس عمرتا

وبلادي خويتا

.....

وانا مالي ، ماشي شغلي ، ياك اللي بغيتو لقيتو

وهو مالو ، احدر عينو وزادني كية ثاني

مالي ومال الناس

ها كيفي وها كيفي واهياوين

ع الروميات الجايات من احواز الغرب

جايبين السربة ف عشية الليل

راكبين الندا على كصاص الخيل

ها مالي ، واش جرى لي مع الحداويات

ما بغاني حال

واللي جاه الخير يدير علاش يولي

.....

أعود إلى المرحوم زفزاف وأجده في نص الهم( غجر في الغابة .المؤسسة العربية للدراسات والنشر .ص45 ) يقول : تعتقد عندما تحكي للناس عن همومك . أنهم يتفهمونك .. تبحث عن سند في هذا العالم، لكنه في الحقيقة غير موجود عند أولئك الناس. على العكس بل غنهم يزيدون في إذكاء جدوة ذلك الهم.

......

إحذروا اللغة الماكرة ، من يقرأ تعازيمه لوحده لا يمكنه أن يقرأ تعازيم الآخرين ، ومع ذلك فبعد كل ظلمة يبزغ ضوء الفجر .